كان يا مكان في سالف العصر و الزمان اخوان شقيقان ، يوسف و سلام ذهيا إلى المتجر لشراء الحاجيات التي طلبتها والدتهما منهما لعمل كعكة لذيذة
كان المتجر مليئا بالبضائع الموضوعة بشكل مرتب، أخرج يوسف ورقة الحاجيات..بيض..حليب..زبدة.
و في المتجر كان هناك صبي أصغر سنا من يوسف بقليل، يقف مع أصحابه يراقبون الناس و هم يشترون ، و كانت علامات الشغب بادية على وجوههم . و عندما مر طفل صغير من امامهم ضربوه دون ان تشعر والدته بذلك فصار الطفل يبكي.
لاحظ يوسف و سلام تصرفات الصبيان الرديئة لكنهما تجاهلاهما و تابعا البحث عن الاغراض ، و عندما مد يوسف يده لبأخد علبة الحليب أحس بيد قوية تأخد العلبة من يده.
نطر يوسف و إذا بالصبي يحمل علبة الحليب قائلا بسخرية: هذه العلبة لي أنا أريدها، ام يرد يوسف و حاول أخذ علبة أخرى، ففعل الصبي ما فعله في المرة الاولى و قال مستهزئا: هيا قاتلني لتاخذها ايها الجبان.
غضبت سلام و قالت: هيا يا يوسف اضربه عله يتادب قلبلا.. لكن يوسف لم يرد بكلمة واحدة.
ضحك الصبي ضحكة سخرية... عندها ازداد غضب سلام و صاحت لماذا لا تضربه يا يوسف؟ أنت تعلم انك تستطيع ان تصرعه بسهولة، فأنت تمارس رياضة الجودو منذ سنين و هو اصغر منك سنا.
قال يوسف: لا يا سلام .. إذا عاملك أحد معاملة سيئة فلا تقابليه بنفس المعاملة و إنما عليك أن تتضرفي تما تربيتي عليه من خلق حسن، لم أرد عليه لانني تصرفت كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه و سلم:((ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))
كان صاحب المتجر يراقب ما يجري، عندها توجه إلى يوسف قائلا: أحسنت أيها الفتى، جزاك الله خيرا، إنك ولد طيب. إن ما قاله أخوك يا ابنتي يدل على طيب خلقه و دينه.
استدار البائع نحو الصبي المشاكس قائلا: أما أنت و رفاقك فاخرجوا من متجري و لا تعودوا حتى تتعلموا الأدب و الاخلاق الحسنة.
أطرق الصبي رأسه خجلا و خرج مع أصدقائه و هو يفكر بكلام يوسف و حديث رسول الله حلى الله عليه و سلم. أما يوسف و سلام فأتموا اقتناء الحاجيات و قام البائع بلإهدائهم قطعا من الحلوى ، و عندما خرجا وجدا الصبي ينتظرهما .
قال الصبي: أعتذر إليك يا يوسف كان تصرفي أحمق ، لقد تعلمت منك درسا ان انساه، قال يوسف: لا عليك ، طالما أنك اعترفت بخطئك فأنت تسير على الطريق الصحيح، ودع يوسف الصبي و عاد مع سلام إلى البيت لمساعدة والدتهما في عمل الكعكة