السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
يحكى انه كان هناك امراة عجوز صينية كبيرة السن ، تملك جرتين كبيرتينلنقل الماء، و كانت تضع كل جرة على طرف وتد خشبي قوي و طويل، ترفع الوتد و تضعه على عنقها فتحمل بذلك الجرتين معا.
كان في إحدى الجرتين شرخ و كانت الاخرى سليمة.
العجوز تملأ الجرتين معا من جدول الماء ، و في نهاية الدرب الطويل الممتد من جدول الماء الى البيت تصل الجرة المشروخة و قد فرغت من نصفها
و لشهور كاملة كانت هذه العملية مستمرة في نقلالماء، و هذه السيدة تصل الى بيتها مع جرة مليئة و اخري نصف فارغة.
الجرة السليمة كانت فخورة بنفسها.. لكن الجرة المشروخة المسكينة كانت تخجل من عيبها و تشعر بالتعاسة لانها لا يمكنها ان تنقل إلا نصف الماء كل يوم لهذه السيدة الطيبة.
بعد فترة شعرت الجرة المشروخة انها جرة فاشلة تماما، فقررت ان تتحدث لصاحبتها، قالت لها : إني خجلة من نفسي، لان هذا الشرخ في جانبي يسرب الماء خارجا على طول طريق العودة الى منزلك، و انت تتعبين بحملي.. و لا فائدة مني.. ارجو ان تتخلصي مني و تتحصلي على جرة جديدة..
ابتسمت العجوز و قالت: هل لاحظت الازهار التي نبتت على جانب واحد من الطريق و ليس على الجانب الاخر للجرة السليمة؟
و اضافت: كنت دائما اعرف عيبك هذا ، فقمت بزرع ازهار على جانبك من الطريق ، و انت تقومين بسقايتها دون ان تشعري بذلك، و الان اصبح لدي زهور جميلة. ومن دون الازهار التي رويتيها بمائك كيف يمكن ان ازين بيتي بالازهار؟! و من دونك ايتها الجرة المشروخة ما كان لدي هذه الزهور الجميلة
تعليق:هكذا يا اصدقائي نعرف كيف يمكن ان نستفيد من الاشياء التي حولنا مهما كانت صغيرة ، و ان نقدر عمل الخرين و لو كنا نظن ان في عملهم عيبا، و أن نبحث دائما عن الوجه الايجابي لا عن الوجه السلبي، فنحفظ لكل شء مكانته و دوره.. و لا نبخسه حقه